كسوف الشمس الذي شاهدته بلادنا هذا الاسبوع من اكثر الظواهر الطبيعية جاذبية للبشر الذين يسافرون من بلد لآخر لمتابعة هذه الظاهرة التي توضح قوانين حركة الشمس والقمر والأرض في الفلك..
ولكن تساؤلات حائرة صاحبت الظاهرة: لماذا تحذيرات أطباء العيون بعدم النظر للشمس خلال الكسوف؟.
د. حازم يس أستاذ العيون بجامعة القاهرة يؤكد التحذيرات شارحا بأنه في الاحوال الطبيعية لا يستطيع أي شخص مبصر مواجهة اشعة الشمس مباشرة ولو لفترة قصيرة من الزمن وذلك لشدة اضاءة هذه الاشعة كما أن وسائل حماية العين الطبيعية تعمل بكفاءة عالية فيحدث إنقباض لاارادي في عضلات الجفون لتغلق علي مقلة العين كما تضيق الحدقة بشكل يمنع اشعة الشمس الضارة من ايذاء انسجة العين.
ولكن مع كسوف الشمس فإن الشخص المبصر يستطيع النظر لهذا الجزء من قرص الشمس نتيجة لإنخفاض حدة هذه الاشعة مما يسمح بإطالة فترة النظر لظاهرة الكسوف بدون ان تعمل خطوط الدفاع الطبيعية المسئولة عن حماية العين وذلك يؤدي الي دخول حزمة من الاشعة يتراوح طولها من380 الي1400 نانو ميتر، حيث تمتص الاشعة القصيرة علي مستوي القرنية والعدسة البللورية بينما تصل الاشعة الاطول الي الشبكية وخاصة الخلايا المخروطية والعمودية المسئولة عن دقة الصور المرئية ويؤدي ذلك الي تفاعل كيميائي ضوئي مماثل للحرق الناتج من اشعة الليزر، وضرره يؤدي الي اصابة الماقولة وهي مركز ابصار الشبكية. ونتيجة لعدم وجود مستقبلات المْ في الشبكية فإن الناظر الي كسوف الشمس لا يشعر بأي نوع من انواع الالمْ مما يشجع الي إطالة النظر الي كسوف الشمس ويزيد من شدة الاصابة الحرقية للشبكية مما ينتج عنه إنخفاض حاد للرؤية المركزية للشخص المصاب.
وحسب تعليمات وكالة ناسا الفضائية الامريكية لعلوم الفضاء فإن النظر للكسوف الكلي التام أمن علي عكس النظر للكسوف الجزئي الهلالي او الحلقي، الامان التام للنظر لهذه الظاهرة يكون من خلال إستخدام نظارات اللحام والتي تحتوي علي سبائك الكروم والالومنيوم لتمنع الاشعة القريبة من تحت الحمراء أو المشاهدة من مراصد الفلك..
الكاتب: رياض توفيق.
المصدر: جريدة الأهرام المصرية.